Dark versionDefault version

أيمن جملي

صحافي مراسل بوكالة الأنباء الفرنسية من تونس

تولي الرئيس التونسي السلطة رهان محفوف “بالمخاطر” (باحث)

يعتبر الباحث في العلوم السياسية حاتم مراد أن تولي الرئيس التونسي قيس سعيّد السلطة التنفيذية وتجميد أعمال البرلمان لشهر لوضع حد للانحرافات التي تضعف الديموقراطية الناشئة، رهان محفوف “يالمخاطر”.
س: ما هدف قيس سعيّد؟
ج: ينطلق قيس سعيّد من حصيلة يتفق حولها الكثيرون، ألا وهي انحرافات النظام في تونس بسبب الفساد والإفلات من العقاب والعنف البرلماني فضلا عن طبقة سياسية متكوّنة من هوّاة.
وهو يحاول حلّ مشكلة تمركز حركة النهضة في وزارة الداخلية والعدل، وقد وظفت القضاء من أجل مصالحها السياسية، ما يعزّز الفساد والإفلات من العقاب في البلاد.
هناك تحالفات بين قضاة وشبكات أمنية موازية وأوساط أعمال ولوبيات سياسية. وهذا ما يعمل سعيّد على استهدافه وإسقاطه منذ زمن.
 منعت هذه الشبكات من توجيه اتهامات في عمليتي اغتيال معارضين لحزب النهضة شكري بلعيد ومحمد البراهمي في العام 2013 بالرغم من أن هناك أدلة دامغة ضد وزارة الداخلية وإسلاميين.
هو مثل روبيسبير متعطش للعدالة، ولكن بحثه المطلق عن العدالة محفوف بالمخاطر.
س: هل يمثل ذلك خطرا على التجربة الديموقراطية التونسية؟
ج: منح لنفسه أحقيّة تأويل الدستور وتحوير الحكومة وتولي القضاء بين يديه دون تواجد أي سلطة مضادة له بعد أن جمّد أعمال البرلمان.
المستقبل غامض، وهذا صراع مرير وحرب خنادق يقودها “منقذ” ليست له تجربة دولة ولو أنه يحظى بدعم واسع.  
يشارك الجيش في السلطة بعد أن أحاط سعيّد نفسه بكوادر من الجيش لإسقاط النهضة والبدء في تتبعات قضائية.
كان بالإمكان أن يقبل المثقفون إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي بالرغم من كونها لا دستورية لأنه غير منتخب ويدير حكومة تكنوقراط دون وزن سياسي.
ولكن حين نتحدث عن البرلمان المنتخب من الشعب، يصبح الأمر أكثر جديّة بالرغم من أن هناك انحرافات، هذا الأمر يقلقنا كثيرا.
نحن لسنا في مصر والثورة طوّرت السلوك في تونس خلال السنوات العشر الفائتة، وهناك أطراف قوّية ضد السلطات داخل المجتمع المدني.
لا يمكن المساس بحرية التعبير، فهي المكسب الوحيد منذ ثورة 2011.
يمارس مثقفون ووسائل إعلام ضغطا على سعيّد، وهذا يشكل بعض ضمانات.
خلال لقاءاته الأولى، اجتمع سعيّد بكل من “الاتحاد العام التونسي للشغل” (المركزية النقابية) و”منظمة الأعراف” و”جمعية النساء الديموقراطيات” ومنظمات أخرى لها ثقلها في البلاد.
س: ما هي المراحل المقبلة؟
ج: الرئيس وحده يعلم ماذا سيحصل.
سيعيّن رئيسا للحكومة على المقاس وسيشكل فريقه الحكومي من الذين يثق بهم.
لكن باستطاعته أن يغيّر من استراتيجيته أو ربما يرتجل قرارات اذا ما حتمت عليه الظروف ذلك.
سنترقب التسميات القادمة وطريقة نقاشه مع المنظمات المدنية والدولية، وقبوله أو لا للنقاش والانتقادات.
هو زميل قديم، لديه قناعات أخلاقية لا تتزحزح، يتحاشى النقاشات ونادرا ما يقبل بتنازلات، وهذا يقلقنا.
ولكنه ليس أقوى من الثورة.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. Required fields are marked *