صورة © وكالة الأناضول / ياسين القايدي
في أحد أزقة “الحارة الكبرى” بجزيرة جربة التونسية (جنوب)، تقف مدرسة “رِبي شلوم حداد”، التي تأسست قبل مئات السنين لتدريس أطفال الجالية اليهودية “تعاليم الديانة ومناهج الحياة”.
وتساهم المدرسة أو “بيت الصلاة” كما يسميها اليهود، في تربية الناشئة وتأهيلهم ليقوموا بدورهم بتلقين تعاليم دينهم للأجيال القادمة.
وتضم تونس 6 مدارس أخرى، شبيهة بمدرسة “ربي شلوم حداد”، منها مدرستان في جربة، يشرف عليها رجال دين يهود من المنطقة، ويضعون مناهج التعليم للأطفال، ذلك النوع من التعليم الذي يعتبر اختياريًا، سيما أن قسمًا من الأطفال يفضل الالتحاق بالمدارس الحكومية التي تشرف عليها وزارة التربية.
ويقول “يوساف وزّان”، رئيس الجمعية الدينية اليهودية بجربة، وهو المشرف العام على شؤون المدرسة “لا نعرف تاريخ تأسيس المدرسة على وجه الدقة، لكن يرجح أن تاريخ تأسيسها يرجع إلى ما بين 700 و800 عام، تضم المدرسة ما بين 90 و160 طفلاً يتعلمون فيها تعاليم الديانة اليهودية”.
وأضاف وزّان في تصريح للأناضول “يتعلم الأطفال أيضًا كيفية التعامل في ما بينهم والاحترام وكيف يقسمون نشاطهم اليومي من النظافة والغسل والصلاة وكيفية التعامل مع العائلة والعمل الخيري وغير ذلك”.
ويُبين وزّان أن الالتحاق بالتعليم في الصفوف اختياري، وقال “نحن لا نمنح شهادات دراسية.. نعلم فقط”.
ويتفرع مبنى المدرسة الذي يتوسط حي “الحارة الكبرى” إلى قسمين، جزء منه يخصص للتدريس وآخر للترفيه، وهو المكان المخصص لتناول الطعام ومبيت الطلبة.
ويجمع التمويل للمدرسة من الجمعيات اليهودية في جربة ومن الهبات التي تقدم للمشرفين عليها.
ويتواجد في تونس نحو 1600 يهوديًا منهم 1200 يقطنون “الحارة الكبرى” و”الحارة الصغرى” في جزيرة جربة.
وتشهد “بيت الصلاة” توافد زوارٍ يهودٍ عليها من خارج تونس، تزامنًا مع الاحتفال بموسم “زيارة الغريبة” الذي ينظم في 25 و26 مايو / أيار الجاري.
ويعدّ موسم زيارة “كنيس الغريبة” اليهودي في جزيرة جربة بتونس، من أهم الاحتفالات الدينية اليهودية حول العالم.
بدوره، يقول فوزي الإنكشاري، عمدة المنطقة، في تصريح للأناضول “في المنطقة يوجد مدارس عبرية وحكومية ( تحت إشراف وزارة التربية) والمدارس العبرية تكون مخصصة لتدريس التعاليم الدينية.. تونس بلد التسامح والأمن، نحن لا نجد غضاضة في إقامة العيش المشترك”.